بسم الله و الحمد لله , و الصلاة و السلام على رسول الله , و على آله و صحبه و من والاه :
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله جيمعا
سأقوم في هذا الموضوع برفع شرح منظومة البيقونية في الحديث ؛ و أعتمد في ذلك على شرح الشيخ العثيمين -رحمه الله - , و شرح الشيخ علي حسن - حفظه الله و سدد خطاه - من خلال رسالته الصغيرة
" التعليقات الأثرية على المنظومة البيقونية "
حيث هو شرح مختصر جدا , لعله أليقهم للبداية , حتى لا يصعب الفهم على من لم يطالع في هذا العلم قبل.
و أرجو من إخواني ألا يشاركوا بشروح أخرى أو أقوال أخرى , إلا إذا دعت الحاجة لذلك ؛ حفظا على بساطة الشرح و تيسيره للطالب المبتدئ .
و من لم يفهم أمرا ما , فله أن يطلب تبيين الأمر الذي أشكل عليه
كما أرجو من الإخوة المواظبة على دراسة الشرح ؛ و أن يحفظوا كل مرة ما تيسر لهم من متن البيقونية , و قد أرفقت نسخة مُشَكَّلَة أسفل الموضوع.
و للإشارة , فإن الرفع يتجدد - بإذن الله - كل ثلاثة أيام تقريبا , لأنه سيتم رفع شروحات أخرى في اللغة و في أصول الفقه.
أسأل الله أن ييسر لي و لكم هذا العمل , و أن يجعله مباركا , و أن يجعله في ميزان حسنات الجميع ؛ و أن يعيننا على حسن فهمه.
بارك الله فيكم
و السلام عليكم
[left
من مواضيع : أبو نعيم إحسان0 أسطوانة إصدارات موقع الألباني - الإصدار الثالث (حـــــمـــــل)
0 خطب بعض مشايخ الجزائر (جمعة 20 ربيع الأول 1429هـ)
0 خذ نصيبك :جميع دروس و محاضرات دورة الشيخ بن باز -رحمه الله - الماضية
0 6 أشرطة في أصول الدعوة السلفية للشيخ الألباني -رحمه الله -
0 نصيحة الشيخ العثيمين -رحمه الله- للرجال للحرص على إصلاح بيوتهم و مراقبة رعيتهم
الملفات المرفقة متن البيقونية.zip (2.4 كيلوبايت, المشاهدات 24)
__________________
قال الإمام الأوزاعي - رحمه الله تعالى- :
"اصبر نفسك على السنة ؛ و قف حيث وقف القوم ؛ و قل بما قالوا ؛ و كف عما كفوا ؛ و اسلك سبيل سلفك الصالح ؛ فإنه يسعك ما وسعهم "
قال ابن عمر - رضي الله عنهما - :" كل بدعة ضلالة ؛ و إن رآها الناس حسنة"
قال الشيخ بن باز -رحمه الله - : " الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله "
مقدمة ( من شرح الشيخ العثيمين -رحمه الله تعالى - للبيقونية )
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ؛ من يهده الله فلا مضل له ؛ ومن يضلل فلا هادي له ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً.
أما بعد:(1)
فهذه مقدمة في علم مصطلح الحديث:
المصطلح: علم يعرف به أحوال الراوي والمروي من حيث القبول والرد.
وفائدة علم المصطلح: هو تنقية الأدلة الحديثية وتخليصها مما يشوبها من: ضعيف وغيره، ليتمكن من الاستدلال بها لأن المستدل بالسنة يحتاج إلى أمرين هما:
1 ـ ثبوتها عن النبي -صلى الله عليه وسلّم-.
2 ـ ثبوت دلالتها على الحكم.
فتكون العناية بالسنة النبوية أمراً مهماً لأنه ينبني عليها أمرٌ مهم , وهو ما كلف الله به العباد من عقائد وعبادات وأخلاق وغير ذلك.
وثبوت السنة إلى النبي -صلى الله عليه وسلّم - يختص بالحديث ؛ لأن القرآن نُقل إلينا نقلاً متواتراً قطعياً، لفظاً ومعنى ؛ ونقله الأصاغر عن الأكابر فلا يحتاج إلى البحث عن ثبوته.
ثم اعلم أن علم الحديث ينقسم إلى قسمين:
1 ـ علم الحديث رواية.
2 ـ علم الحديث دراية.
فعلم الحديث رواية يبحث عما ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- من أقواله وأفعاله وأحواله , ويبحث فيما يُنقل لا في النقل.
مثاله: إذا جاءنا حديث عن النبي -صلى الله عليه وسلّم- فإننا نبحث فيه هل هو قول أو فعل أو حال؟
وهل يدل على كذا أو لا يدل؟
فهذا هو علم الحديث رواية ؛ وموضوعه البحث في ذات النبي -صلى الله عليه وسلّم - وما يصدر عن هذه الذات من أقوال وأفعال وأحوال ؛ ومن الأفعال الإقرار، فإنه يعتبر فعلاً ؛وأما الأحوال فهي صفاته كالطول والقِصَر واللون، والغضب والفرح وما أشبه ذلك.
أما علم الحديث دراية فهو: علم يُبحث فيه عن أحوال الراوي والمروي من حيث القبول والرد.
مثاله: إذا وجدنا راوياً فإنا نبحث هل هذا الراوي مقبول أم مردود؟
أما المروي فإنه يُبحث فيه ما هو المقبول منه وما هو المردود؟
وبهذا نعرف أن قبول الراوي لا يستلزم قبول المروي ؛ لأن السند قد يكون رجاله ثقاةً عدولاً، لكن قد يكون المتن شاذًّا أو معللاً فحينئذ لا نقبله ؛ كما أنه أحياناً لا يكون رجال السند يصِلون إلى حد القبول والثقة ؛ ولكن الحديث نفسه يكون مقبولاً وذلك لأن له شواهد من الكتاب والسنة ، أو قواعد الشريعة تؤيده.
إذن فائدة علم مصطلح الحديث هو: معرفة ما يُقبل وما يردّ من الحديث.
وهذا مهمّ بحد ذاته ؛ لأن الأحكام الشرعية مبنية على ثبوت الدليل وعدمه، وصحته وضعفه.
-----------------------------------------
(1) قام فضيلة الشيخ -رحمه الله تعالى- رحمة واسعة بمراجعة هذا الشرح بعد تفريغه من الأشرطة فحذف ما لا يحتاج إليه ، وزاد ما تدعو الحاجة إليه ؛ فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء إنه سميع قريب ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..